سكريبت الصحبة المميتة (كامل) بقلم حور حمدان
انا مش مرتاحة للبنتين اللي انتي مصحباهم دول يا حور، والله…
حاسّاهم مش مظبوطين.
قولت لماما وأنا متضايقة:
يا ماما بقا… دول صحابي الوحيدين، معنديش غيرهم. بطّلي تكرهيني في كل اللي حواليا.
ماما بصّتلي بنظرة فيها لوم، قامت وقفت وقالت بزعل:
ربنا يهديكي وينوّرلك بصرك يا بنت قلبي… يا رب.
وسابتني ومشيت.
منكرش إن كلامها وجع قلبي أوي… بس حاولت أكبر دماغي.
فتحت الفون ودخلت على الجروب بتاعنا.
لقيت أسيل باعتة صورة فستان لونه أبيض، وكاتبة:
جبت الفستان دا يا بنات، إيه رأيكم؟
أمنية ردّت عليها:
تحفّة بجد… خرافي! بفكر أجيب واحد نفس الشكل برضو، بس يبقى فانش شوية. هجيب نفس اللون.
وات!
يعني إيه هيجيبوا؟
ولو هم هيجيبوا دا أنا هلبس إيه؟!
كتبت لهم لأول مرة بغضب:
ولما كل واحدة فيكم هتلبس أبيض انا هلبس إيه؟ معلش يعني؟ هو إيه الهزار السخيف دا؟
بس الصدمة… إن أسيل ردّت بكل بجاحة:
بطّلي تكبّري وتأفّوري الموضوع. بلاش جهل… دا الترند اللي طالع.
والأصعب… إنها بعتت مسدج بعدها قالت فيه:
وكدا ولا كدا هنلبس زي ما نحب… مش على مزاجك يا قُطّة.
يلبسوا إيه!
دا كتب كتابي أنا.
المفروض مفيش حد يلبس أبيض غيري… دا أصلاً هيتعمل في البيت، مش قاعة ولا أي كلام من دا عشان يعملوا الهبل دا!
دموعي نزلت أول ما افتكرت ماما وهي بتقولي:
الله ينور بصيرتك يا بنت قلبي…
خدت الفون وروّحت أوضة ماما.
خبطت، اتأخرت شوية، مافتحِتش.
فتحت الباب لاقيتها بتصلي… قعدت لحد ما خلصت وسلمت.
بصّتلي وقالت:
مالك يا حور… في إيه؟
اتنهدت بوجع، وحسّيت طاقتي بتخلص، وقلت لها بحزن:
يا أمي… شفتي اللي أمنية وأسيل عملوه معايا؟
وأدّيتها الفون.
قرأت الرسائل… وبصّتلي تاني وقعدت تسمعني.
قولتلها:
أنا زعلانة منهم أوي يا ماما… والله ما كنت متوقعة الكلام دا يطلع منهم أبدًا… ولا إنهم يوجعوني كدا.
ماما عدّلت طرحتها، وقعدت جنبي على السرير، وبصوت هادي بس مليان وجع عليا قالت:
يا حور… انتي شايفاهم صحابك؟
بصّتلها وانا بمسح دموعي:
أيوه يا ماما… إحنا مع بعض من زمان، عمرهم ما ضايقوني بالطريقة دي.
ماما هزّت راسها وقالت:
يا بنتي… مش كل عشرة تدّي أمان. ساعات ربنا بيكشف لنا قلوب مش باينه… وبيورّينا الناس على حقيقتها قبل ما ندخل معاهم في أيام كبيرة.
سكتّ… قلبي بيتخنق.
قولتلها:
بس يا ماما… ده كتب كتابي. كان نفسي يبقوا حواليا ويفرحولي… مش يكسروا قلبي بالشكل دا.
ماما مسكت إيدي بحنان وقالت:
اسمعيني يا بنتي… اللي يحبّك ما يتنافسش معاكي. اللي عايزلك الخير ما يعملش اللي عملوه. ليلة زي دي؟ بيبان فيها معدن الناس… واللي عملوه دا مش هزار… دا عدم تقدير، وعدم احترام.
كلامها دخل قلبي زي السكينة… بس سكينة وراها دفا.
قولتلها بصوت مكسور:
طب أعمل إيه يا ماما؟ أردّ؟ أزعق؟ ولا أسكت؟
ماما قربت مني وقالت بحكمة:
لا تزعيقي ولا تتخانقي… انتي أعلى من كدا.
ابعتيلهم كلام واضح… لكن باحترام.
قوليلهم إن الأبيض ليكي… وإن اللي مش هيقدّر خصوصيتك في يوم زي دا يبقى ما يستاهلش يكون موجود.
ولو زعلوا؟ يبقوا زعلوا… انتي مش محتاجة ناس بالشكل دا في يوم فرحتك.
حسّيت إني بتنفس بعد ما كنت مخنوقة.
سندت دماغي على كتفها وقلت:
كنت خايفة أبقى لوحدي… بس طالما انتي جنبي خلاص.
ماما حضنتني وقالت:
وانا عمري هسيبك يا بنت قلبي؟ اللي ما جاش عليكي في إحساسك… ربنا يكشفهولك بدري. احمدي ربنا إنه ورّالك معدنهم النهارده… مش يوم كتب كتابك.
رفعت وشي وبصّتلها:
طب أبعتهملهم دلوقتي؟
ماما هزّت راسها وقالت:
ايوه… بس بعقلك… مش بقلبك المكسور.
ساعتها… مسكت الفون، وفتحت الجروب…
وقلبي بيدق.
كتبت الرسالة… وأنا إيديا بتترعش، بس صوت ماما جوايا كان ثابت:
“لو مش هيحترموكي… يبقوا ما يستاهلوش وجودهم.”
دخلت الجروب وكتبت:
“بصّوا… دا كتب كتابي أنا. واللون الأبيض من حقّي أنا بس.
لو في احترام بينّا، يبقى مفيش واحدة هتتف على فرحتي.
اللي شايف إن الترند أهم من مشاعري… يبقى وجوده مش مهم في حياتي.
ولو لبستوا أبيض؟ متستهونوش بزعلي… لإن وقتها هعتبركم مش صحابي.”
كتبت وبعت…
وقلبـي وقع.
عدّى دقايق… دقايق طويلة وكأن الزمن واقف.
أول واحدة ردّت كانت أسيل:
“ماشي… لو دا رأيك انسحبنا. ومبروك مقدّمًا.”
ردّ بارد… مفيهوش ذرة محبة.
أمنية بعدها كتبت:
“معلش يا حور… واضح إنك متوترة. بس خلاص… يومك يهمك، وهنبعد.”
قرّيت الرسالتين…
وما حسّيتش إني خسرت.
ولا ثانية.
حسّيت إن ربنا فعلاً…
نوّر بصيرتي.
قفلّت الجروب… ومسحت دموعي…
وقومت من على السرير.
ماما بصّتلي وقالت وهي مبتسمة بطمأنينة:
“الحمد لله يا بنتي… ربنا شالك ناس كانت هتسوّد عليك يومك.”
قولتلها وأنا ببتسم ابتسامة وجع بس راحة:
“عندك حق يا أمي… الخسارة مش في اللي يمشي
الخسارة في اللي نسيبّه يكمل معانا وهو مش قدّنا.
حضنتها…
وحسّيت إن البيت، والفرح، واليوم
كلّه بقى أهدى وادركت ان قلب الام عمره ابدا ابدا ما يحس احساس غلط ولا نظرتها تخيب.
ويمكن ربنا شالهم… عشان يبعَت لقلبي ناس أنضف، وفرحة أصدق… وراحة أكبر.
بخخخ وحشتونييي اوي اوي اووووي
#تمتت
#حكاوي_كاتبة
#الصحبة_المميته
#حور_حمدان
تمت
